وهناك لمحات مجازية عند السيد المرتضى ( ت : ٤٣٦ هـ ) في أماليه ( غرر الفوائد ودرر القلائد ) وعند أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( ت : ٤٠٦ هـ ) في التبيان ، وعند أبي علي الطبرسي ( ت : ٥٤٨ هـ ) في مجمع البيان ، وعند فخر الدين الرازي ( ت : ٦٠٦ هـ ) في مفاتيح الغيب ، وعند أمثالهم من الأكابر ، ولكنها لا تشكل عملا مجازيا تكامليا كما هي الحال في الكشاف.
وأما الحديث عن ابن رشيق ( ت : ٤٦٣ هـ ) في العمدة ، وابن سنان ( ت : ٤٦٦ هـ ) في سر الفصاحة ، وابن الزملكاني ( ت : ٦٥١ هـ ) في كل من البرهان والتبيان ، وابن أبي الأصبع ( ت : ٦٥٤ هـ ) في بديع القرآن ، وابن الأثير ( ت : ٦٣٧ هـ ) في المثل السائر ، وسليمان بن علي الطوفي البغدادي ( ت : ٧١٦ هـ ) في الأكسير في علم التفسير ، وشهاب الدين محمود الحلبي (ت : ٧٢٥ هـ) في حسن التوسل ، ويحيى بن حمزة العلوي (ت : ٧٤٩ هـ) في الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ، وبدر الدين الزركشي ( ت : ٧٩٤ هـ ) في البرهان ، وجلال الدين السيوطي ( ت : ٩١١ هـ ) في الاتقان. وأمثالهم من فطاحل البلاغيين والنقاد القدامى والتراثيين ، فلهم في المجاز نظرات متفاوتة ، إلا أن الملحظ لديهم الاستناد على أساس متين منه وهو مجاز القرآن ، ولكنهم لم يكتبوا فيه كتابا قائما بذاته ، أو جهدا موسوعيا كمن أسلفنا ، بل جاء جزءا من كل ، وتقاطيع في أبواب ، لذا أشرنا إليهم ، وستجد جملة من آراء بعضهم في الكتاب.
وهنا يجب أن نشير الى حقيقة مؤكدة هي أن كلا من أبي يعقوب السكاكي ( ت : ٦٢٦ هـ ) والخطيب القزويني ( ت : ٧٣٩ هـ ) وسعد الدين التفتازاني ( ت : ٧٩١ هـ ) وأضرابهم من علماء البلاغة كالسبكي والطيبي ، قد كرسوا جهودهم التطبيقية في الحديث عن المجاز في البيان العربي على التمثل والاستشهاد والتنظير أولا بأول ـ بآيات المجاز في القرآن ، فكان ذلك دون شك : سراجهم الهادي ودليلهم الأمين.
ولا بد لي من الإشارة الهادفة الى ما قدمه أبو حيان ، أثير الدين ، محمد بن يوسف الأندلسي (ت : ٧٥٤ هـ) في تفسيره : (البحر المحيط) من جهد متميز يقتفي فيه آثار الشريف الرضي والزمخشري في تتبع اللمسات