والمجاز ، ولما كان القرآن الكريم جاريا على سنن العرب كان المجاز فيه أحد قسيمي الكلام.
وها هي مسيرة المجاز القرآن لا تقف عند حدّ ، ولا يستوعبها أحد ، فهي تشق طريقها في عباب اللغة تارة ، وترسخ أصالتها في صنوف البيان تارة أخرى ، تلتقط من هذا وذاك جواهره ولآليه ، تغذي العقول ، وتربّ الأفئدة ، خاشعة لها الأبصار ؛ بدرا يدور به فلك من المعارف لا تنتهي فرائده ، وسراجا تهتدي به العربية في ليل سراها الطويل ، ولعل في هذا الكتاب ألقا من ذلك السّنا ، ووهجا من تلك الأضواء ، يصور جزئيات منتظمة ، ويعكس نظريات قد تتبلور ، والله المستعان.