بالتقي والهادي ، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري ، فبعده ابنه محمّد يدعى بالمهدي والقائم والحجّة فيغيب ، ثمّ يخرج ، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمقيمين على محبّتهم ، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه وقال : ( هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) (١) ثمّ قال تعالى ( أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٢) » فقال جندل : الحمد لله الذي وفّقني لمعرفتهم... (٣).
وأكتفي بهذا القدر من الروايات ، وإن كان قليلاً فهو كاف في الإيصال إلى المطلوب. وكماترى كلّ ما جئت به من أحاديث هي من كتبك.
وأعتقد أنّ شمس الحقيقة قد سطعت بلا حجاب ، وانقشعت ظلمة الجهل والريب بلا إياب.
استفسار
فقال صاحبي : لله درّك ، فقد أوضحت لي ما كان ملتبساً بواضح البرهان ، بما لا يدع مجالا لشكّ أو شبهة ، لكن ثمّة استفسار بسيط ، وهو ما الموقف ممّن خلفوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ظاهراً ؟
فقلت له : كتاب الله واضح وصريح ، قال تعالى : ( مَّن يُطِعِ
_____________________
(١) سورة البقرة : ٣٠٢.
(٢) سورة المجادلة : ٢٢.
(٣) ينابيع المودة للقندوزي ٣ : ٢٨٤.