ذلك ، تلكم في نفسه قائلا لو كان هذا نبيا لعلم من هذه الامرأة التي تلمسه وما هي ، أنها خاطئة ... فقد أنكر الفريسي هذا الفعل من المسيح ( عليه السلام ) إذ كيف يقبل نبي أن تلامسه وتقبل قدميه امرأة أجنبية خاطئة. بل أن القصة كما يذكرها إنجيل يوحنا ، يعترض هناك يهوذا على فعل المسيح ( عليه السلام ) من جهة أن هذا الطيب الذي مسحت هذه المرأة قدمي المسيح ( عليه السلام ) به كان يقدر قيمته بثلاثمائة دينارا فلماذا لم يبع ويعط للفقراء الموجودين ، والقصة كما ينقلها يوحنا في إنجيله هي فأخذت مريم منا من طيب نار دين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها ، فامتلأ البيت من رائحة الطيب فقال واحد من تلاميذه وهو يهوذا سمعان الإسخريوطي المزمع أن يسلمه ، لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمائة دينارا ويعط للفقراء ... ، فقال يسوع أتركوها إنها ليوم تكفيني قد حفظته لأن الفقراء معكم في كل حين وأما أنا فلست معكم في كل حين ( أنظر : يوحنا : ١٢ : ٣ ـ ٨ ).
أن الاعتقاد السائد عند المسيحيين أن يسوع المسيح ( عليه السلام ) هو الداعي إلى المحبة والسلام بين الناس جميعا ، ولكننا نجد خلاف هذا الاعتقاد في كتب العهد الجديد ، فهذا إنجيل متي ينقل عن المسيح ( عليه السلام ) قوله لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على