منك وارزقنا وأنت خير الرازقين * قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ) (١) ثم أن أحبار اليهود وعلمائهم ثاروا عليه يريدون قتله ، فتوفاه الله سبحانه ورفعه إليه ، وشبه لليهود أنهم قتلوه وصلبوه فيقول تعالى : ( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما ) (٢) فهذه مجمل ما قصه القرآن في المسيح ( عليه السلام ) وأمه القديسة مريم.
إن القارئ للقرآن الكريم يجد أن هذا الكتاب الإلهي ذكر صفات للمسيح ( عليه السلام ) وأمه ، قل ما ذكرها لأحد الأنبياء والنساء ، فقد ذكر لهذا النبي المكرم خصال رفع بها قدره ، وكذلك الحال بالنسبة لأمه الطاهرة. وإني من هنا أدعو كل مسيحي محب للسيد المسيح ( عليه السلام ) وأمه العذراء بمطالعة هذا السفر الإلهي المحمدي ومقارنته بما ذكره الإنجيل ( العهد الجديد ) من صفات وأفعال لهذا النبي العظيم ، ليرى الفارق الكبير بين الكتابين وأيهما قد
__________________
(١) سورة المائدة آية ١١٢ ـ ١١٤.
(٢) سورة النساء آية ١٥٧ ـ ١٥٨.