رسول ربه ـ جبرئيل الأمين ـ يناديه بصوت لا ينفذ لغير قلبه قائلا اقرأ يا محمد فيصغي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويجيب ما أنا بقارئ حيث أنه كان لم يدرس عند أحد ، ويردد عليه جبرئيل القول ، ويكرر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما أنا بقارئ وفي المرة الثالثة أمره أن أقرأ ، فوجد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في نفسه القدرة على القراءة بإذن الله ، فقرأ عليه الأمين جبرئيل ( عليه السلام ) والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقرأ معه أول آيات كتاب الهداية للبشرية : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) (١). وسمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صوتا من السماء يقول : يا محمد أنت رسول الله وأنا جبرئيل ، وبعدها توجه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى بيت خديجة ، وحدثها بكل ما سمع ورأى من أمر جبرئيل ( عليه السلام ) ، فعظمت خديجة أمره وآمنت به .. وكانت بعثة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في السابع من شهر رجب ، وقد بلغ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الأربعين من عمره الشريف.
بدأ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعوته سرا ، فكان يدعو
__________________
(١) العلق : ١ ـ ٥.