الثابت.
مما دفع بالمشركين إلى تصعيد حملات التعذيب للمسلمين ، ونشر الإشاعات والكذب عن شخصية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وشتمه وقذفه.
لما رأى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن حملات التعذيب اشتدت على المسلمين ، وليس له القدرة على دفع الأذى عنهم أمرهم بالخروج من مكة والهجرة إلى الحبشة ، وقال لهم أن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد ، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه ، وهي الهجرة الأولى للمسلمين.
وكان بالحبشة ملك نصراني يدعى ( النجاشي ) معروف بعدالته ، وبعد ما وصل بعض المسلمين إلى الحبشة ورأوا حسن المعاملة هناك ، بدأت الهجرة الثانية للمسلمين إليها ، وكان عددهم أكبر بكثير من المهاجرين الأوائل للحبشة ، وقد وجد المسلمون بلاد الحبشة كما وصفها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بلاد آمنة ، فلم يتعرضوا فيها إلى مضايقة. ولما وصلت أخبارهم إلى المشركين في مكة ، امتلأوا غيظا وأصابهم الذعر خشية نفوذ تعاليم الإسلام بين أهل الحبشة ، لذا أسرعوا في أرسال وفد إلى النجاشي ، مع هدايا كثيرة طالبين منه
__________________
(١) سيد المرسلين : ١ / ٤٠٤.