الناس إلى الإسلام بالخفاء ، من خلال اتصاله الشخصي بمن يراه مؤهلا وصالحا للدعوة ومستعدا لقبول النور الإلهي ، وأول من آمن به من النساء زوجته خديجة ، ومن الرجال ابن عمه ووصيه ( علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) ، واستمرت دعوته السرية ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مدة ثلاث سنوات ، استطاع خلالها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يجذب إليه جماعة من الناس ، قبلوا دعوته وآمنوا بالله الواحد وكفروا باللات والعزى ( صنمي قريش ) ، ولكنهم حاولوا قدر الإمكان أخفاء أيمانهم خوفا من بطش طواغيت قريش.
ولكن سرعان ما وصلت أخبار دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أسماع مشركي قريش ، ولكنهم سخروا منها لأنهم لم يشعروا بخطر يهددهم ، ولا سيما أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يتعرض لأصنامهم بسوء بصورة علنية خلال دعوته السرية ..
وبعد هذه الفترة ، جاء الأمر الإلهي ببدء الدعوة العلنية للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأنزل سبحانه ( واصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) (١). فأعلن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما كان يدعو إليه سرا ، وأمره الله سبحانه أولا بعشيرته وأقربائه ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) (٢).
__________________
(١) الحجر : ٩٤.
(٢) الشعراء : ٢١٤.