فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سادة عبد المطلب وشيوخهم إلى مأدبة ، ولما فرغوا من الطعام تلكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قائلا : أن الرائد لا يكذب أهله ، والله الذي لا إله إلا هو أني رسول الله إليكم خاصة ، وإلى الناس عامة ، والله لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون وإنها الجنة أبدا والنار أبدا ، ثم أضاف يا بني عبد المطلب أني والله لا أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، أني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله عز وجل أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فسكت القوم جميعا. وقام ( علي بن أبي طالب عليه السلام ) وقال أنا يا رسول الله ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
إن هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا .. فقام القوم يضحكون مستهزئين به (١).
وبعدها تسربت أخبار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ودعوته في مكة وخارجها ، ولم يعد أمرها خافيا على أهل مكة والقرى المجاورة ، وشرع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنشر تعاليم ربه بين الناس ، يأمرهم بعبادة الله وحده ونبذ الأوثان والأصنام ، ويدعو إلى العدل والمحبة ويؤكد على كرامة الإنسان
__________________
(١) تاريخ الطبري ١ / ٥٤٢.