وحريته ، وينهاهم عن الظلم والفسق والفواحش ، عندها أحس طواغيت قريش بالتهديد والخطر الذي يواجههم ، فرأوا في دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تحديا لدينهم وإساءة لآلهتهم وأصنامهم ، وتهديدا لمصالحهم ، فتشاوروا وأجمعوا على القضاء على دعوته قبل استفحالها فاستخدموا شتى الوسائل من تهديد وترغيب وتعذيب ، فكانوا يعذبون كل من آمن بدعوته عذابا شديدا قد يصل في بعض الأحيان إلى الموت ، ولكن بالرغم من كل هذا ، كان الناس يرون أن تعاليم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أقرب إلى فطرتهم ، فيدخلون في الدين الجديد ويتحملون الأذى والصعاب في سبيل الله.
وحاولت قريش التعرض للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولكن وجود عمه أبي طالب كان يحول دون ذلك ، إذ أنه كان سيد بني هاشم وأمره مطاع بينهم ، وكانت عشيرة بني هاشم وبني عبد المطلب يحسب لها حسابا خاصا في مكة ، ولذلك لم يجرؤوا على التعرض للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خاصة وأنهم يعلمون شدة العلاقة والمحبة بين أبي طالب والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
واستمر انتشار الإسلام وتعاليمه في مكة ، واعتنق هذا الدين أناس من مختلف القبائل ، فالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يستغل فرصة حج القبائل إلى مكة في كل عام ، فيعرض الدين على القبائل المختلفة التي تقصد مكة ، ولرفعة تعاليم الإسلام وجاذبيتها ، ونزول القرآن الكريم ببيانه الإعجازي ، وخلق النبي ( صلى الله عليه