وقال تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِاللهِ شَهِيدًا ) (١).
ففي عهده عليهالسلام يعلو الدين الإسلامي على كلّ الأديان ويقيم الحكومة الإلهيّة في جميع أنحاء الكرة الأرضيّة.
وهذا الإمام الثاني عشر لا يزال حيّاً ، يتولّى منصب الإمامة بإرادة الله تعالى.
وأهل التحقيق من العلماء قد ذكروا حوالي ٦٥٧ حديثاً حول ظهور رجلٍ من أهل بيت الرسالة لإقامة حكومة الله العادلة العالميّة في آخر الحياة البشرية بعد أن تملأ الأرض ظلماً وجوراً ، وأنّها لمن مسلّمات العقائد الإسلامية التي اتّفق عليها جمهور المسلمين ، ونقلوا في هذا المجال أحاديث بلغت حدّ التواتر ، منها ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده :
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : « لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله عزّ وجلّ رجل منا يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً » (٢).
وعلى هذا الأساس يكون قيام رجل من أهل البيت النبويّ وظهوره في آخر الزمن موضع اتفاق بين المسلمين شيعة وسنة.
__________________
(١) الفتح (٤٨) : ٢٨.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٩٩ ، ولاحظ مسند أحمد ٣ : ١٧.