المعاصرة ، وما تستهدفه من السيطرة علىٰ الإيديولوجيات جميعاً ; حينئذٍ نجد أنّ الضرورة الإسلامية تفرض علينا أن نتّجه إلىٰ ( تأصيل ) ما هو ضرورة في حياتنا المعاصرة ، ومن ثمّ ( الردّ ) علىٰ الانحرافات المذكورة ..
بصفة أنّ التزامنا بمبادئ الدين ، وإدراكنا لمهمّة خلافة الإنسان ، أي : إدراكنا للوظيفة التي أوكلها الله تعالىٰ إلينا ، وهي مقولة : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (١) ، أولئك جميعاً تفرض علينا :
أوّلاً : أن نتعامل مع الظواهر وفقاً لما يفرضه القانون العقلي ويتلاءم مع التصوّر الإسلامي حيالها ، وفي مقدّمة ذلك : ( اليقين المعرفي ) ، وليس ( التشكيك ) ..
ومن ثمّ : القيام بمهمّة ( تأصيل ) ما يتّفق مع مبادئنا ، و ( الردّ ) علىٰ الانحرافات التي طبعت سلوك ما يسمّى بـ ( الإسلاميين ) المنشطرين بين مَن ( يشكّك ) وبين ( يساريّ ) إسلامي يستعين حتىٰ بالمبادئ المنتسبة إلىٰ الإلحاد ..
وفي ضوء الحقائق المتقدّمة ، وتلبية للتوجيهات الصادرة من سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيّد علي الحسيني السيستاني « دام ظلّه الوارف » بضرورة التصدّي لأفكار العلمانية وردّ شبهاتها قرّر مركزنا أن يضطلع بالمهمة المشار إليها ، داعياً الأقلام الإسلامية الراصدة لما يجري في الساحة بأن يجعلوا من أولويات اهتماماتهم كتابة البحوث المناسبة للموضوع ، أي المتسقة مع مشكلات حياتنا المعاصرة.
______________
(١) الذاريات (٥١) : ٥٦.