في حين يعطي للأُمّة وللشعب ولأفراد المجتمع الدور في انتخاب الحاكم وعزله وما شابه ذلك ، إلّا أنّ المذهب العقلي عندهم يحدّد مسار الانتخاب ، بأن يكون المنتخب واجداً للصفات والشرائط التي يحكم بها العقل ، كذلك نحن في النظريّة الإماميّة نقول بجانب الشروط التي يحكم بها العقل البديهيّة ، هناك شروط شرعيّة يحكم بها الشرع ، وبعبارة أُخرى الشرع المتمثّل في الإمام المعصوم عليه السلام قد أعطى الصلاحيّة إلى نطاق خاصّ معيّن ، فمن ثمّ هم يستكشفون.
أمّا المفارقة بين عهد الغيبة وعهد الظهور ، فكأنّما القائل بها في غفلة كبيرة جدّاً عن أنّ الولاية الفعليّة هي للإمام المعصوم عجّل الله فرجه الشريف ، وهو ليس غائباً غياب وجود ، وإنّما هو غائب غياب هويّة ، يعني هويّته غائبة عن شعورنا ومعرفتنا به ، يعني معرفتنا له غائبة ، لا أنّه هو غائب ، وإلّا هو فى ساحة كبد الحدث وبين أيدينا في كمال النشاط ، وبذل الجهد في هداية الأُمّة ومسير الأُمّة بالشكل الخافي علينا.
سماحة الشيخ ، من المشاكل الفكريّة التي
سبّبتها النظريّة الديمقراطيّة ، هو في كيفيّة الجمع بين الدين وبين الديمقراطيّة ، فكلّ ذهب إلى مسلك خاصّ في هذا المجال. وهناك من حاول أن يجمع بينهما على حساب الدين ، مثلاً يفرّقون بين الحقوق ويقولون : إنّ هناك حقوقاً طبيعيّة فطريّة للإنسان ، وحقوقاً وضعيّة ، وهذه الحقوق الطبيعيّة