بطبيعة الحال ) عزلة المجتمع الأُوربي عن السماء ومبادئها :
حينئذ ، فإنّ ولادة التيارات التفكيكية والتشكيكية والمتمرّدة والفوضوية وبالإضافة إلىٰ عودة بعض التيارات المنتسبة إلىٰ اليسار الجديد .. أُولئك جميعاً تفسّر لنا ولادة التيارات المذكورة في مجتمع أُوربي له أرضيته الخاصة.
إلّا أنّ من المؤسف كثيراً أن نجد انعكاسات التيارات المذكورة علىٰ ( الشرق ) وفي مقدّمتها : المجتمعان العربي والإسلامي ، حيث هرِع أفراد كثيرون إلى معانقة هذه التيارات المتعاقبة ( المتداخلة والمتضادة أيضاً ) ، مع أنّها ( غريبة ) تماماً علىٰ المناخ العربي والإسلامي !
إلّا أنّ ( نزعة التغريب ) التي تطبّع عليها هؤلاء الأفراد تفسّر لنا تبنّيهم الفكر الغربي ، وتخلّيهم عن قيم الوحي ومبادئ الإسلام العليا ..
ولكنّ الأسىٰ الأشدّ مرارة أن نلحظ ( الإسلاميين ) بدورهم ، قد بهرَهم زينة الحياة المنعزلة عن السماء في المناخ الأُوربي ، فهرعوا بدورهم إلىٰ محاورة ( الانحراف ) المذكور ، وبدأوا ينشرون دراساتهم التفكيكية والتشكيكية حول مختلف ضروب المعرفة ، وفي مقدّمتها التعامل مع النصّ القرآني الكريم ، بدءاً بالوحي ، وانتهاءاً بـ ( التفسير بالرأي ) ، بحسب ما تلقّوه من التيار الأُوربي الذي أطلق العنان لمفهوم ( القراءة ) أو السلطة للقارئ يعبث ما يشاء بدوال النصّ ، حافراً ومنقبّاً ومهدّماً ، تقليداً لأسياده المنعزلين عن السماء ومبادئها ..
وإذا أضفنا ـ أخيراً ـ إلىٰ ما
تقدّم ، ظاهرة ( العولمة ) في سنواتنا