أن يقوم على أُسس ، وهذه الأسس هي تحكيم دور الخبرة والعلم ، مضافاً إلى أنّهم عليهمالسلام في موارد عديدة ملزمون من قبل الله تعالى أن يعملوا بالموازين الظاهرة.
ودور آخر للأُمّة وهو : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإن كان قد ينشعب من الدور الأول ، لكن قد يجعل قسماً بإزاء القسم الأول قائماً مستقلّاً بحياله ، يعني من الواجب على كلّ فرد فرد أن يحافظ على وعي المجتمع وثقافة المجتمع الصالحة ، فلا يسمح لكلّ فرد أن يصادر الوعي العام ، وأن لا يقلب المعروف منكراً والمنكر معروفاً ، ولا ريب أنّ هذا الفكر هو إرادة اجتماعيّة ضاغطة على نظام الحكم ، أنّه نوع من الحكومة بشكل آخر ، وهي حكومة المجتمع أيضاً ، بحيث هي تحكم على النظام الحاكم ، أو تحكم على الأفراد ، أو تحكم على بقيّة مرافق القوّة في المجتمع.
وهذا رافد مهم جدّاً « لتأمرون بالمعروف وتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم » (١) ، فإذا كانت البيئة الفكريّة والنفسيّة الاجتماعيّة سالمة ، تكون صائنة ومعقّمة عن وصول موجود خبيث في رأس نظام الحكم ، بل أمان عن أيّ انحراف جائر في المجتمع ، وهذا أيضاً نوع من المشاركة للمجتمع.
______________
(١) الكافي ٥ : ٥٦ ، كتاب الجهاد ، باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الحديث ٣.