وقد ذكره علماء الطائفتين وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، وفي رواية هلك (١).
فأنت تراه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد حكم بالنجاة على الفرقة التي تتمسك بأهل البيت عليهمالسلام ، وتعتصم بحبلهم.
وما من شك أن الراكب في هذه السفينة والمتمسك بها ليس إلاّ الشيعة لأنّها هي التي شايعتهم على كل قول ، وتابعتهم على كلّ فعل ، وأخذت عنهم معالم الدين والأصول ، والفروع ، والأخلاق ، والتفسير ، وكلّ ما يحتاجونه من أٌمور الدنيا والدين ، يوالون وليَّهم ويعادون عدوَّهم حتى أصبحوا يلقَّبون :
بـ « شيعة أهل البيت ».
ومن الغريب المضحك إنا نرى ابن حجر في صواعقه يريد أن يغتصب لقب التشيّع ويجعله له ولأتباعه ، وأنّهم هم الذين شايعو أهل البيت ، ووالوهم.
وليت شعري هل يكون من شيعتهم من يرجع في الأصول إلى
__________________
والله در الإمام الشافعي حيث يقول :
و لمــّا رأيت
النـاس قد ذهبت بهم |
|
مذاهبهم فــي
أبحـر الغي والجهل |
ركبت على اسم الله
فــي سفن النجا |
|
وهم أهل بيت
المصطفى خاتم الرسل |
وأمسكت حبـل الله
وهــو ولاؤهم |
|
كما قد أٌمرنــا
بالتمســك بالحبل |
إذا افترقت في
الدين سبعــون فرقة |
|
ونيف كما قد جاء في
محكم النقــل |
ولم يــك ناج منهم
غيــر فرقـة |
|
فقل لي بها يا ذا
الرجاحــة والعقل |
أفـي الفــرق
الهلاك آل محمَّــد |
|
أم الفـرق اللاتي
نجت منهم قل لي |
فإن قلــت في
الناجين فالقول واحد |
|
وإن قلت في الهلاك
جدت عن العدل |
إذا كــان مولى
القــوم منهم فإنني |
|
رضيت بهم لازال في
ظلهــم ظلي |
فخل علياً لــي
إمامــاً ونسلــه |
|
وأنت من الباقين
فــي أوسع الحـل |
(١) الصواعق الحرقة لإبن حجر ص ٩٣ طبعة مصر.