وأكملها ، فإنّ العلماء هم القدوة وإليهم المرجع ، وهم حجّة الله تعالى على العوامّ ، وقد يراقبهم للأخذ منهم ، من لا ينظرون إليه ، ويقتدي بهم من لا يعملون به ، وإذا لم ينتفع العالم بعلمه ، فغيره أبعد من الانتفاع به ، ولهذا عظمت زلّة العالم لما يترتّب عليها من المفاسد.
ويتخلّق بالمحاسن التي ورد بها الشرع وحثّ عليها ، والخلال الحميدة والشيم المرضية ، من السخاء والجود وطلاقة الوجه من غير خروج عن الاعتدال وكظم الغيظ وكفّ الأذى واحتماله والصبر والمروّة والتنزّه عن دنيّ الاكتساب والإيثار وترك الاستئسار والإنصاف وترك الاستنصاف وشكر المتفضّل والسعي في قضاء الحاجات وبذل الجاه والشفاعات والتلطّف بالفقراء والتحبّب إلى الجيران والأقرباء ، والإحسان إلى ما ملكت الأيمان ومجانبة الإكثار من الضحك والمزاح والتزام الخوف والحزن والانكسار والإطراق والصمت بحيث يظهر أثر الخشية على هيئته وسيرته وحركته وسكونه ونطقه وسكوته ، لا ينظر إليه ناظر إلاّ وكان نظره مذكّراً لله تعالى ، وصورته دليلا على علمه.
وملازمة الآداب الشرعيّة القوليّة والفعليّة الظاهرة والخفيّة ، كتلاوة القرآن الكريم متفكّراً في معانيه ، ممتثلا لأوامره ، منزجراً عند زواجره ، واقفاً عند وعده ووعيده ، قائماً بوظائفه وحدوده ، وذكر الله تعالى بالقلب واللسان ، وكذلك ما ورد من الدعوات والأذكار في آناء الليل والنهار ونوافل العبادات من الصلاة والصيام وحجّ البيت الحرام ، ولا يقتصر من العبادات على مجرّد العلم ، فيقسو قلبه ، ويظلم نوره ، كما تقدّم التنبيه عليه ـ وسيأتي أيضاً ـ.
وزيادة التنظيف بإزالة الأوساخ ، وقصّ الأظفار وإزالة الشعور المطلوب زوالها ، واجتناب الروائح الكريهة ، وتسريح اللحية ، مجتهداً في الاقتداء بالسنّة