يجد الطريقة المناسبة ليقبلها منه ، فقيل له : إذا توسّط لك في قبول الهديّة الشيخ رضا الاسترآبادي فقد يقبلها الشيخ الوحيد لأنّه يكرمه ، فجائني فلم أقبل وساطة ذلك لعلمي بعدم قبول الهديّة ، فقال التاجر : لو تمكّنت لأهديت له قطعةً اُخرى ، فرضيت فأتيت الشيخ ، وبعد أن فتح الباب وأخبرته بالواقعة ، قبل أن اُكمل كلامي أغلق الباب عليَّ وقال : تصوّرت أنّك أتيت في هذا الحرّ الشديد لحلّ مشكلة علميّة ، فطرقت الباب مرّة اُخرى وقلت له : لو قبلتها لأهدى إليَّ قطعةً اُخرى فلا تجعلني أخسرها ، فضحك الشيخ وقال : بُني ، عليك بالدرس ولا تصرف وقتك في هذه الاُمور العبثيّة ، ثمّ قبل الهديّة وقال : بشرط أن لا تتوسّط بعد في مثل هذه الاُمور.
وأخيراً يقول العارف بالله الشيخ محمّد البهاري من تلامذة آية الله الشيخ حسينقلي الهمداني الكبار ، ومن الواصلين إلى حريم القرب الإلهي ، يتحدّث عن صفات العالم :
الثالث : لا بدّ أن يكون متوكّلا على مولاه ، آيساً عمّـا في أيدي الناس ، فلا يتملّق لأحد من الأغنياء ، ويسمّي ذلك تواضعاً ، فإنّ تواضع الفقير هو التكبّر عليهم من حيث أنّهم أغنياء.
الرابع : أن لا يداهنهم بالخوض في الباطل طمعاً بما في أيديهم من حطام الدنيا ...
السابع : ما يعطيه إيّاه غيره من المال ، إن علم أنّه حرام وجب عليه الامتناع ، وإن علم أنّه مشتبه أو حلال فيه منّة فردّه له راجح ، وإن علم أنّه هديّة محلّلة بغير منّة استحبّ له القبول تأسّياً بالنبيّ والأئمة (عليهم السلام) ، وإن كان من الصدقات وهو مستحقّ ، فإن علم أنّه يعطي رياءً وسمعةً يمكن أن يقال بعدم جواز الأخذ إذا صدق أنّه إعانة على الإثم.