فالدعاء سلاح المؤمن وسلاح الأنبياء (عليهم السلام) ، وكلّما ازداد الإنسان علماً ازداد دعاءً ، قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : « أعلم الناس بالله سبحانه أكثرهم له مسألةً ».
والجهل يُعدّ من أمرّ الداء ، ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) :
« عليك بالدعاء فإنّ فيه شفاء من كلّ داء ».
كما أنّه علينا أن نسأل الله في كلّ الأشياء صغارها وكبارها ، حتّى شسع النعل ، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
« سلوا الله عزّوجلّ ما بدا لكم من حوائجكم حتّى شسع النعل ، فإنّه إن لم ييسّره يتعسّر ».
« يا موسى سلني كلّ ما تحتاج إليه حتّى علف شاتك وملح عجينك ».
وموسى هذا من أنبياء اُولي العزم ، والعلماء ورثة الأنبياء ، وأولى الناس باتّباعهم والاقتداء بهم ، فلا بدّ أن يدعو الله في كلّ شيء حتّى ملح الطعام.
وأمّا التوسّل وابتغاء الوسيلة بمحمّد وآله الطاهرين ، فما أكثر النصوص الدينية والقضايا التأريخية والحوادث الواقعيّة تدلّ على أهميّة ذلك في حياة المؤمن ، لا سيّما طالب العلوم الدينيّة.
كما إنّ الأذكار والأوراد والنوافل والأعمال المستحبّة ، لا سيّما صلاة الليل لها دور عظيم جدّاً في توفيق وسعادة طالب العلم ، والانتفاع بعلمه المبارك ، وتكامله في حياته العلمية والعمليّة.
ومن هذا المنطلق نجد حياة أسلافنا في العلم والعمل مشحونة بالحكايات والخواطر ذات العبر والدروس ، كما إنّها مليئة بالوصايا والاهتمام البالغ بهذا الجانب الروحي الملكوتي.