يقول العلاّمة الطباطبائي صاحب الميزان في تفسير القرآن : كنت أيّام شبابي في النجف الأشرف حين كسب علوم أهل البيت (عليهم السلام) أتردّد على المرحوم آية الله العارف بالله السيّد علي القاضي ، فذات يوم كنت واقفاً عند باب المدرسة ، فمرّ بي المرحوم القاضي ، فلمّـا اقترب منّي وضع يده على كتفي وقال : بنيّ ، إن كنت تريد الدنيا فعليك بصلاة الليل ، وإن كنت تريد الآخرة فعليك بصلاة الليل. يقول السيّد : لقد أثّرت هذه المقولة الروحيّة في نفسي غاية التأثير ، فصرت اُلازم السيّد القاضي ليل نهار لاُدرك فيضه وكمالاته الروحيّة.
ويحدّثنا مؤسّس حوزة قم المباركة آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري أنّه حين كان في سامراء يتلقّى العلوم من اُستاذه آية الله العظمى المجدّد الشيرازي ، دخل عليه في يوم آية الله السيّد محمّد الفشاركي منقبض الوجه قلقاً وكان مضطرباً من مرض الوباء الذي اجتاح العراق تلك الأيّام ، فقال المجدّد لتلامذته : هل تروني مجتهداً؟ فقالوا : نعم. ثمّ قال : وهل تروني عادلا؟ فقالوا : نعم. فلمّـا أقرّوا باجتهاده وعدالته ، قال : آمر كلّ امرأة ورجل من الشيعة بأن يقرأوا زيارة عاشوراء نيابة عن اُمّ صاحب الزمان (عليه السلام) السيّدة نرجس خاتون ، فيتوسّلون بها بحقّ ولدها عجّل الله فرجه الشريف أن يشفع عند الله بنجاة المسلمين من الوباء.
وبمجرّد صدور هذا الحكم التزم شيعة سامراء بالزيارة ، فدفع الله عنهم الوباء.
وفي عصرنا هذا حدث لنا مثل هذه الواقعة حيث كان صدّام الكافر يقصف مدن إيران ومنها قم المقدّسة ، فأمر آية الله العظمى السيّد محمّد رضا الكلبايكاني أن يتوسّل الناس بسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، فدفع الله شرّ صدّام.