يوماً جاءته امرأة بعد صلاة المغرب ، وبعد سويعة تحرّك والدي وذهب إلى بيت ، فطرق الباب فخرج صاحب مقهى ، ما أن رأى الشيخ إلاّ انحنى على يده يقبّلها ، فأمره الشيخ أن يرجع زوجته ، فعرفنا أنّ الرجل قد طلّق زوجته مع أنّ لها أولاد وأخرجها من المنزل ، فاستنجدت بالشيخ ليتوسّط لها مع زوجها ، فرجع إليها.
وعندما طغى الماء في كربلاء خرج الشيخ من المدينة وبدأ بنقل التراب بعباءته ليضعه في طريق الماء ، فعندما رأى الناس ذلك من الشيخ خرجوا جميعاً ينقلون التراب ، فأقاموا سدّاً بقي لعدّة سنوات.
كان الشيخ الأعظم كاشف الغطاء يرهن بيته من أجل الفقراء والمساكين ، وكان الشيخ الأنصاري آية في مساعدة الفقراء والمحرومين ، كان يصلّي استيجاراً ليسهّل عليهم إمرار المعاش ولقمة العيش.
فيا طالب العلم ، الله الله بمداراة الناس وخدمتهم ، لا سيّما البؤساء والفقراء ، فهم عيال الله سبحانه وتعالى ، فكن مباركاً ومنشأً للخيرات والمبرّات والمشاريع الخيريّة والاجتماعية ، وعند الله الحساب ، جنّات عدن تجري من تحتها الأنهار ورضوان الله أكبر ، ولمثل هذا فليعمل العاملون ، وليتنافس المتنافسون.
فرجل الدين كالأنبياء دائماً يفكّر في الناس ، ويعيش مثل أفقرهم.
من طريف ما يحكى عن حياة السيّد الإمام (قدس سره) ، أنّه عندما كان قبيل انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان في ضاحية باريس ، وظهرت أزمة نفط في إيران ، فلم يعد باستطاعة الناس تدفئة بيوتهم إلاّ بمشقّة وعسر ، قال الإمام : اتركوا غرفتي بدون تدفئة مواساةً للناس (١). وجاءه شخص وقال له : إنّ عباءتي ممزّقة فساعدني ،
__________________
١ ـ سيماء الصالحين : ٣٨٥ ، وفي هذا الكتاب قصص نافعة وكثيرة ، اُوصي الطلاّب بمطالعته ولو تكراراً كما فعلت. ومثله كتاب (قصص العلماء) للمحقّق التنكابني ، و (قصص وخواطر).