يرضى أبداً أن يساعده أحد في شؤونه ، وكان يقول : المرء أولى بحمل متاعه ـ كما ورد في الخبر الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) ـ.
كان مراجعنا الكرام من تواضعهم يصدّرون أسمائهم في التوقيع بقولهم : الأحقر ، أقلّ الطلاّب ، وكان صدر المتألّهين يكتب بعض الفقراء من الاُمّة المرحومة.
كان آقا رضا الهمداني ، ذلك الرجل المحقّق الكبير ، من شدّة تواضعه يقوم للطلاّب جميعهم حتّى في أثناء الدرس ، وكان يشتري لوازم بيته بنفسه ، ويعيش بين الناس ، وهكذا رجال الدين اقتداءً برسول الله من الناس وإلى الناس ومع الناس ، كان فينا كأحدنا ، من دون امتياز واستعلاء ، بل في خدمة الناس ، فخير الناس من نفع الناس ، تقرّباً إلى الله تعالى ، وبهذا يمتاز طالب العلم في سيرته الأخلاقية عن الباقين.
فرجل الدين يحمل هموم الناس : (حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنينَ رَؤوفٌ رَحيمٌ).
فيعاملهم معاملة الأب العطوف الذي يتمنّى لأبنائه الصالحين السعادة الأبديّة. ويشهد التأريخ أنّ أنفع الناس للناس ، وأشدّهم خدمةً لهم ، يشاركونهم في أفراحهم وأحزانهم بعد الأنبياء والأوصياء هم العلماء ، فإنّهم تحمّلوا المشاقّ والصعاب وواجهوا التحدّيات وأنواع الجور والظلم والجنايات ، وبذلوا جهوداً جبّارة في خدمة الناس وحلّ مشاكلهم ، وفي سبيل تحريرهم من نير الفقر والظلم ، وإحياء القيم الإلهية والإنسانية ، ووضع إصر الأغلال عن الناس.
فالعالم جماهيريّ العقليّة والروح ، يكنّ بين أضلعه حبّ الناس.
كان والدي (قدس سره) حينما تسأله والدتي عن كثرة لقائه بالناس ليل نهار ، فكان في خدمتهم حتّى منتصف الليل ، فأجابها تكراراً : من حين لبسنا هذا الزيّ ـ العمّة والعباءة ـ فإنّا وقف للناس ، وصاحب الزمان (عليه السلام) يرضى منّا بذلك.
كان الشيخ زين العابدين المازندراني من أوتاد الأرض ، يروي ولده أنّه