وهذه الخيم دون أبسط المقوّمات ، هؤلاء هم عباد الله وهم أفضل ، هم أفضل منّي ، ويحتمل أن يكونوا أفضل منكم ، فلماذا لا نفكّر بهم دائماً.
كان يقول (قدس سره) : « أنا طلبة » أي طالب علم ، أنا خادم الناس ، لا تقولوا لي قائداً ، يا ليتني كنت أحد حرّاس الثورة الإسلامية ...
وهذا الآخوند الخراساني المحقّق الكبير كان متواضعاً جدّاً خصوصاً مع أهل العلم ، كان يبادر أصغر الطلاّب بالسلام ، ويقف لهم في المجالس احتراماً ، كان يجلّ أهل العلم كثيراً. وعندما يطرق أحد الطلبة داره بعد منتصف الليل ليرسل خادمه معه إلى قابلة لوضع حمل زوجته ، فيأبى الآخوند على أنّ الخادم نائم وأنا شخصيّاً أذهب معك ، فيذهب معه حاملا الفانوس ينتقل معه من زقاق إلى زقاق حتّى قضى حاجته.
وهذا الشيخ الأنصاري الشيخ الأعظم كان يداري الناس ويعاملهم معاملة جميلة ، لا سيّما طلاّب العلوم الدينية ، في بعض الأيّام كان يتأخّر عن وقت الدرس المحدّد ، فسئل عن سبب ذلك؟ فأجاب : أحد السادة الهاشميّين يحبّ دراسة العلوم الدينيّة ، وفاتح بذلك عدّة أشخاص ليدرّسوه المقدّمات ، إلاّ أنّ أحداً منهم لم يوافق ، واعتبروا أنّ شأنهم أجلّ من أن يتصدّوا لهذا الدرس ، وقد تولّيت تدريسه.
رأى أحد زوّار أمير المؤمنين (عليه السلام) المقدّس الأردبيلي في الطريق ولم يعرفه ، وكان ذلك الزائر يبحث عمّن يغسل له ثيابه ، فقال للمقدّس : خذ ثيابي واغسلها وائتني بها ، فأخذها وغسلها وجاء بها ليدفعها إليه ، فعرف بعض من كان بما جرى ، فعاتب ذلك الزائر وأنكر عليه ، فقال المقدّس (قدس سره) : ولِمَ تلومه ، وماذا حدث؟ إنّ حقوق المؤمن على المؤمن أكثر من هذا بكثير.
كان العلاّمة الشيخ محمّد جواد البلاغي (رحمه الله) يتواضع لله ، فكان يذهب بنفسه إلى السوق ويشتري ما يحتاجه ويحمله في الشارع والزقاق كسائر الناس ، ولم يكن