تحصيل مال أو جاه أو شهرة أو تميّز عن الأشباه أو المفاخرة للأقران أو الترفّع على الإخوان ونحو ذلك ، من الأغراض الفاسدة التي تثمر الخذلان من الله تعالى ، وتوجب المقت ، وتفوّت الدار الآخرة والثواب الدائم فيصير من :
(الأخْسَرينَ أعْمالا الَّذينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبونَ أنَّهُمْ يُحْسِنونَ صُنْعاً) (١).
والأمر الجامع للإخلاص تصفية السرّ عن ملاحظة ما سوى الله تعالى بالعبادة.
ثمّ يذكر معنى الإخلاص وما ورد فيه من الآيات والروايات من الفريقين ، لا سيّما في طلب العلم ويقول : هذه الدرجة وهي درجة الإخلاص ، عظيمة المقدار كثيرة الأخطار دقيقة المعنى صعبة المرتقى ، يحتاج طالبها إلى نظر وتدقيق وفكر صحيح ومجاهدة تامّة ، وكيف لا يكون كذلك ، وهو مدار القبول وعليه يترتّب الثواب ، وبه تظهر ثمرة عبادة العابد ، وتعب العالم وجدّ المجاهد.
ثمّ يتعرّض إلى الأمر الثاني وهو أنّ الغرض من طلب العلم هو العمل ، ويبيّن ما يوجب غرور أهل العلم ، وذلك من خلال الآيات والروايات.
ويقول : ولكلّ واحد منهما ـ الإخلاص والعمل ـ شرائط متعدّدة ووظائف متبدّدة بعد هذين ، إلاّ أنّها بأسرها ترجع إلى الثاني ـ أعني استعمال العلم ـ فإنّ العلم متناول لمكارم الأخلاق وحميد الأفعال والتنزّه عن مساوئها ، فإذا استعمله على وجهه ، أوصله إلى كلّ خير يمكن جلبه ، وأبعده عن كلّ دنيّة تشينه (٢).
ثمّ يذكر التوكّل على الله والاعتماد عليه ، ثمّ آدابهما واشتغالهما من الاجتهاد في
__________________
١ ـ الكهف : ١٠٣ ـ ١٠٤.
٢ ـ المنية : ١٥٩.