الأسود يصبح سبباً في ازدياد دائرة الظلمة والاسوداد.
انتبهوا ، إيّاكم أن تبذلوا الجهد خمسين سنة بكدّ اليمين وعرق الجبين في الحوزات ثمّ تكسبوا جهنّم ... فكّروا وادرسوا سبل إصلاح المناهج الدراسيّة في مجال الأخلاق وتزكية النفس وتهذيبها.
معاذ الله أن يقبل الناس على شخص ويحترموه قبل أن يهذّب نفسه ، عندها يخسر نفسه ، ابحثوا عن حلّ قبل أن تبيض اللحى.
على الشباب أن لا ينتظروا حتّى يعلو بياض غبار الموت رؤوسهم ووجوههم ، ما دمتم شباباً فباستطاعتكم أن تفعلوا شيئاً.
انتبهوا ما دامت الفرصة باقية ، وكونوا قبل كلّ شيء بصدد تهذيب أنفسكم وتزكيتها » (١).
وزبدة المخاض ونتيجة ما تقدّم نصل إلى هذه الحقيقة الواضحة ، أنّ الوصول إلى الكمالات الروحيّة والمدارج المعنويّة ، والإحاطة بأسرار عالم الوجود ، وما وراء الطبيعة ، والانقطاع إلى الله سبحانه ، حتّى يكون الإنسان عالماً ربّانيّاً تتجلّى فيه صفات الله سبحانه وأسمائه الحسنى ، لا سبيل إليه إلاّ في إطار تهذيب النفس والتحلّي بالأخلاق الحسنة والسجايا الطيّبة.
« يقول صدر المتأ لّهين : عندما كنت في (كهك ـ قرية بأطراف قمّ المقدّسة) كنت أعمل على تهذيب نفسي ، كنت أخلو بنفسي واُفكّر ، أستعرض المعلومات التي تعلّمتها ، كنت اُحاول جاهداً أن أفهم أسرار الوجود بقوّة العلم والإيمان ، وبسبب الإخلاص وتزكية النفس ، أضاء قلبي وفتحت أمامي أبواب الملكوت ، وبعدها
__________________
١ ـ سيماء الصالحين : ٢٥ ، عن الجهاد الأكبر.