وَما لم يتمّ غسل القلب من الأدران والصفات الشيطانيّة والرذائل النفسيّة فلن يكون باستطاعة شيء ـ حتّى العلم ـ أن ينجي الإنسان.
بل إنّ من لم يهذّب نفسه ... كلّما ازداد علماً علماً كلّما ازداد إضراره بنفسه وبمجتمعه ، إنّ العلم كالسكّين إذا كانت في يد جرّاح مختصّ ماهر فهي سبب الحفاظ على الحياة ، وإذا كانت في يد جاهل أحمق فهي خطر على الناس.
فيا أخي (الروحاني) فكّر جيّداً وانظر في عواقب الاُمور ، وليكن همّك قبل كلّ شيء تطهير باطنك وتنظيف قلبك.
إنّ حكم قتل آية الله الشهيد الشيخ فضل الله نوري رضوان الله عليه قد أصدره معمّم لم يهذّب نفسه ، أي الشيخ إبراهيم الزنجاني ممثّل زنجان في المجلس النيابي ، فقد تصدّى للقضاء في محاكمة الشيخ الشهيد وأفتى بقتله.
وقد ذمّت الروايات العلماء الذين لم يزكّوا أنفسهم ذمّاً كبيراً وبيّنت أنّ خطر هؤلاء لا تكاد تحدّه أبعاد.
يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : « قصم ظهري اثنان : عالمٌ متهتّك وجاهل متنسّك ، فالجاهل يغشّ الناس بتنسّكه ، والعالم يغرّهم بتهتّكه ».
يقول الإمام الخميني (قدس سره) في هذا الصدد :
« إذا لم تصلحوا أنفسكم في الحوزات العلميّة ، فأينما ذهبتم فإنّكم تتسبّبون بانحراف الناس عن الإسلام وجعلهم يسيئون الظنّ بالروحانيّين ورجال الدين.
إذا درستم فقد تصبحوا علماء ، ولكن يجب أن تعلموا أنّ الفارق كبيرٌ جدّاً بين العالم والمهذّب ، فكلّما اختزنت هذه المفاهيم في القلب الأسود غير المهذّب يزداد الحجاب ، إنّ العلم في النفس غير المهذّبة حجاب ظلام ... العلم نورٌ ولكن في القلب