الآيات القرآنية في قوله تعالى :
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرينَ أعْمالا الَّذينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبونَ أنَّهُمْ يُحْسِنونَ صُنْعاً) (١).
(أفَرَأيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلـهَهُ هَواهُ وَأضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلـْم وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلـْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْديهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أفَلا تَذَكَّرونَ) (٢).
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ الَّذي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ وَلَوْ شَئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلـكِنَّهُ أخْلَدَ إلى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلـْبِ إنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلـْهَثٌ أوْ تَتْرُكْهُ يَلـْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرونَ ساءَ مَثَلا القَوْمُ الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا وَأنْفُسَهُمْ كانوا يَظْلِمونَ) (٣).
(مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلوها كَمَثَلِ الحَمارِ يَحْمِلُ أسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدي القَوْمَ الظَّالِمينَ) (٤).
فهذه بعض أوصاف اُولئكَ العلماء الذين لم ينتفعوا من علمهم ، لأنّه لم يقترن العلم بالتربية والتزكية ، فإنّ أوّل ما ينبغي على طالب العلوم الدينيّة القيام به ، هو أن يكون بصدد تهذيب نفسه وتطهير روحه وصيقلة قلبه ، فإنّ جميع القيم والمثل ترتكز على محور تزكية النفس :
(قَدْ أفْلَحَ مَنْ زَكَّاها).
__________________
١ ـ الكهف : ١٠٣ ـ ١٠٤.
٢ ـ الجاثية : ٢٣.
٣ ـ الأعراف : ١٧٥ ـ ١٧٦.
٤ ـ الجمعة : ٥.