والبلاغة والأسمار والأشعار والخطّ والحركة باليد خاصّة ، وبالبدن جملة.
وأهل الدين ، أكثر آدابهم : التفقّه في أحكام الشرع ، والتحلّي بالعبادة وأركانها وشرائطها ، والانتهاء في المعاملات إلى مأخذ الشرع ، توفّراً على المباحات وتصوّناً عن المحظورات.
وأهل الإرادة ، أكثر آدابهم في رياضة النفوس وتأديب الجوارح وحفظ الحدود وترك الشهوات.
وأهل المعرفة أكثر آدابهم في طهارة القلوب وحفظ الوقت ومراعاة الأسرار وقلّة التعريج على النفس وخواطرها وشدّة التحفّظ في مقامات القربة ومواقعها.
وأمّا مراتب الأدب الأربع ، فهي : أن يحافظ في المعاملات بحيث لا يعيب عليه الكبراء ، ولا يأخذ من الدنيا ما يعيب عليه الزهّاد ، ولا يقع من إيثار الاُمور ما يعيب عليه الحكماء ، وتكون الصلاة في مراعاتها بحيث لا يعيب عليه الحفظة ، فإنّ الصلاة مناجاة الربّ ، فلا ينظر سرّه إلاّ إلى مولاه ، ولا يطلب من الدارين إلاّ رضاه ، فهذا في معرفة الأدب (١).
وإلى مثل هذه الآداب والكمالات يحتاج طالب العلم في سيرته الأخلاقية.
نشير إلى أهمّ الآداب التي على طالب العلم أن يراعيها ، ويعرف حدودها ، وما يترتّب عليها من الآثار في حياته الفردية والاجتماعيّة ، في الدنيا والآخرة ، ومن الله التوفيق والتسديد.
وعلينا أن نخاف يوم الوعيد ، كما نخاف من سوء العاقبة ، فإنّ من لم يهذّب نفسه ويخلص في علمه وعمله ، يبتلى بالحجاب الأكبر ، وتنطبق عليه مثل هذه
__________________
١ ـ آداب النفس : ١٥٢.