وهذا آية الله السيّد صدر الدين الصدر كان مع آية الله الفيض وآية الله الحجّة الكوه كمري قدّس أسرارهم الزكيّة يتولّون إدارة الحوزة العلميّة بقم بعد آية الله العظمى مؤسّس الحوزة الشيخ عبد الكريم الحائري ، فمن أجل توحيد المرجعيّة عند دخول آية الله العظمى السيّد البروجردي (قدس سره) ، فوّض كلّ واحد من الثلاثة ما كان عنده من المسؤولية والوجاهة الاجتماعية إلى السيّد ، فترك السيّد صدر محلّ إقامته صلاة الجماعة واعتزل اُمور الرئاسة إلى حدٍّ كبير ، وقال في بيان سبب ذلك :
(تِلـْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدونَ عَلُوَّاً في الأرْضِ وَلا فَساداً وَالعاقِبَةُ لِلـْمُتَّقينَ).
فمن تواضعه لله قدّم ما عنده إلى السيّد لتوحيد الزعامة الدينيّة.
فطالب العلم لا بدّ أن يخلص في نيّته وعمله وقوله ، ويتحرّر من أيّ نوع من أنواع التظاهر سواء كان بالعلم أو غيره ، بل يكون دائماً محرّكه هو العمل المخلص ، وحصول رضا الله سبحانه (أخلص العمل فإنّ الناقد بصير).
وهذا الشيخ جواد البلاغي المدافع عن الإسلام من شدّة إخلاصه طبع مؤلّفاته باسم مجهول.
وصاحب الذريعة الشيخ آقا بزرك الطهراني حينما يرى كتاب الغدير وعظمته يطلب من الله أن يهب بقيّة عمره لصاحب الغدير لينجز الغدير.
والشيخ عباس القمي عندما كان يعظ الناس في مسجد گوهر شاد وقع بصره على المرحوم الشيخ عباس تربتي وهو من العلماء الأبرار ، فقال الشيخ عباس : أيّها الناس سماحة الشيخ موجود في المجلس استفيدوا من علمه ، ثمّ نزل من المنبر ، وطلب من الشيخ أن يتولّى الحديث.
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : « الدنيا كلّها جهل إلاّ مواضع العلم ، والعلم كلّه