فيهم إنّما نال درجات العلى ، وفاق الأقران وحاز السبق ، من اتّبع نفسه في صباه وأيّام شبابه ، ولهذا يقال : من أتعب نفسه في شبابه استراح في شيبته.
وقال بعض السلف : لا يطلب أحد هذا العلم بعزّ النفس فيفلح ، ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح.
وقال آخر : ولا يبلغ أحد من هذا العلم ما يريد حتّى يضرّ به الفقر ، ويؤثره على كلّ شيء.
وقال بعضهم : لا ينال هذا العلم إلاّ من عطّل دكّانه ، وخرّب بستانه ، وهجر إخوانه ، ومات أقرب أهله ، فلم يشهد جنازته.
كما حدث ذلك لصاحب جامع السعادات المحقّق النراقي (قدس سره).
وهذا كلّه وإن كان فيه مبالغة ، فالمقصود أنّه لا بدّ فيه من جمع القلب واجتماع الفكر ، وأن يقطع من العوائق الشاغلة والعلائق المانعة من تحصيل العلوم والفنون.