مصيباً ، لأنّ الأمر يستحقّ هذا الاهتمام ، من وصل إلى الاُستاذ ، وحصل عليه ، فقد قطع نصف الطريق.
أجل : لا بدّ من الاُستاذ في السير والسلوك ، وينبغي الاهتمام به جيّداً في اختيار الاُستاذ ، فيلزم على الطالب أن يكون دقيقاً جدّاً ومحتاطاً ، فلا يسلّم نفسه ودينه لأيّ مدّع ، حتّى يطمئنّ إلى صحّة دعواه.
إسمع إلى ما يقوله العلاّمة السيّد بحر العلوم في هذا المجال : وأمّا الاُستاذ العامّ ـ وهو غير المعصوم (عليه السلام) ـ فلا يعرف إلاّ بصحبته في السرّ والعلن ، ومعاشرته الباطنيّة ، وملاحظة اكتمال إيمان جوارحه وإيمان نفسه ، والحذر الحذر من أن يقع الانخداع بظهور خوارق العادات منه وبيانه لدقائق النكات ، وإخباره بالخفايا الآفاقيّة ، وخبايا الأنفس ، تبدّل بعض حالاتك نتيجة الاقتداء به ، لأنّ الإشراف على الخواطر والاطّلاع على الدقائق والعبور على الماء والنار ، وطيّ الأرض والهواء ، والإخبار بما يأتي وأمثال ذلك ، إنّما يحصل في مرتبة المكاشفة الروحيّة ، وبين هذه المرحلة والهدف المطلوب مسافة لا تتناهى. وكثير من المنازل والمراحل ، وما أكثر السالكين الذين يجتازون هذه المرحلة ، ثمّ يدخلون بعدها في وادي اللصوص والأبالسة ، ومن هنا يستطيع كثير من الكفّار أن يأتوا بكثير من الاُمور الغريبة (١).
ومن أراد الاُستاذ في الأخلاق ، لا سيّما من يدخل الحوزة وهو لا يعرف أحداً ، فعليه أن يدعو الله كثيراً في ذلك ، ويتوسّل بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وبالأئمة الأطهار (عليهم السلام) وبفاطمة الزهراء (عليها السلام) ، وحتّى بأولاد الأئمة وبأرواح علمائنا الكبار
__________________
١ ـ المصدر : ٤٠.