لعلي عليهالسلام كي يشتري له قميصاً
، ذهب أمير المؤمنين عليهالسلام
الى سوق واشترىٰ قميصاً من القطن ناعماً بالدراهم ، وجاء به الىٰ النبي صلىاللهعليهوآله ، نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله الىٰ القميص وتلمس نعومته ، وقال : يا علي ! لا يليق بي ان ألبس هذا القميص الناعم والثمين ، لأنني أمير قوم لا يملك بعضهم الّا قميصاً مرقّعاً ، خذ القميص واذهب للسوق وأقل المعاملة (١). فأخذ الامام علي عليهالسلام القميص الىٰ
السوق وأقال المعاملة وجاء بالاثني عشر درهماً فقدمها للنبي صلىاللهعليهوآله. فذهب رسول الله صلىاللهعليهوآله مع عليعليهالسلامالىٰ السوق
لكي يشتري قميصاً اقل ثمناً من ذلك ، وفي الطريق شاهد جارية تبكي تذرف الدمع ، وتجول في الطريق تبحث في الارض ، لكنها تزداد في كل لحظة حزناً ، فما أن رأىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآله
ذلك حتىٰ توقفت قدماه عن السير ، فتقدّم إليها وقال لها بعد السلام : ماذا يبكيك وعن اي شيء تبحثين ؟ لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآله يستطيع ان يرىٰ
الجارية تبكي ، لذلك سألها عن سبب بكاءها كي يساعدها في حلّ مشكلتها ، فهل كان الرسول يستطيع المرور منها وهي تبكي دون ان يسأل عن حالها ؟! طبعاً لا. ولماذا هناك صنف من الناس ، لا يتأثرون
من رؤية افجع المشاهد ، ولا يهمهم ان يروا معاقاً ، أو مريضاً ، أو مظلوماً ، أو يتيماً ، أو عرياناً ...
الخ ، ________________
(١) والاقالة ، عبارة عن : اذا ندم المشتري او البائع من المعاملة التي تمت وارجع الاخر لفسخها ، فاذا كانت البضاعة التي تعاملوا عليها خالية من العيب ، يستحب في الاسلام ان يقبل الطرف الذي رجع اليه الفسخ.