من البيت واذا رجعت ستعاقبني سيدتي.
فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : تعالي معي لأشفع لك عند سيدتك ، فمشت الجارية خلف النبي صلىاللهعليهوآله ، حتىٰ وصلوا الىٰ البيت ، طرق الباب ، وسلمّ علىٰ أهل الدار ، فلم يسمع جواباً وللمرّة الثالثة سلّم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فردّت عليه سيدة من داخل البيت ، ثم قالت : ما الذي أوجب ان تأتي يا رسول الله الىٰ دارنا ؟
فقال رسول الله : جئت لاشفع لهذه الجارية عندك ، فلا تعاقبيها.
فقالت المرأة : سوف ان اُعاقبها فقط بشارة بمقدمك الىٰ دارنا ، بل أهبها إليك يا رسول الله.
أمّا النبي صلىاللهعليهوآله وبعد ان شكر المرأة ، قال للجارية : وانا اعتقك في سبيل الله ، ثم التفت الىٰ علي عليهالسلام وقال : ما أكثر بركة هذه الدراهم الاثني عشر ، لانها كست عريانين واعتقت جارية.
اجل ، فهذه سيرة الرسول صلىاللهعليهوآله في حياته ، لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآله يبذل امواله فقط من أجل المحرومين والمستضعفين ، بل كان يبذل كل ما في جهده لحلّ مشاكل الآخرين ، لأنه كان لايطيق ان يرىٰ شخصاً يتألم ولا يشاركه هو آلامه.
هذه النماذج صغيرة لبعض صفات النبي صلىاللهعليهوآله ، ولو اردنا ان نعدّ جميع فضائله فان اطنان من الورق لا تستوعب جانباً منها.