فقال له الخليفة : ان الاسلام جمعك
وايّاه وليس لك فضل عليه الّا بالتقوىٰ. والاسلام لا يفرق بينك مع قوتك وهذا
الرجل البسيط ، فالجميع متساوون امام قانون الاسلام. فقال جبلة : كنت اتصوّر ان تزداد عزّتي
ويزيد جلالي بالاسلام ، وتزيد كذلك سلطتي علىٰ اتباعي ورعاياي. فقال له الخليفة : جبلة! لا تتحدث عبثاً
، فالجميع متساوون امام القانون. وبعد ان شاهد جبلة هذه الصراحة ، طلب من
الخليفة ان يمهلهه الليلة كي يتأمّل في الامر اكثر ، ويرضي الرجل من نفسه ، او ان يقول الرجل بالقصاص منه. فوافق الخليفة علىٰ طلب جبلة ( طبعاً
بعد ان اخذ موافقة الرجل ) ، لكن جبلة لم يشاهد بعد تلك الليلة ، لانّه فرّ ومن معه ليلاً من يد القانون ، واتّجه مباشرة الىٰ القسطنطنية عند هرقل ملك الروم ، وارتد الىٰ النصرانية (١). وهذه القصة التاريخية نموذج علىٰ
المساواة التي طرحها الاسلام ، وهو ما حدث قبل اربعة عشر قرناً في ذلك العصر المظلم. ________________
(١) شرح نهج البلاغة للخوئي.