العالم المعاصر
يعتبر الاعتداء علىٰ اعراض الناس خيانة وجريمة فلماذا كل هذا التساهل مع من يفعلها ؟! هنا لا بدّ أن نعترف وللأسف الشديد ، ان
القوانين الوضعية الحالية لن تستطيع ان تلعب دوراً مهماً في قلع الفساد والمعاصي من الجذور في المجتمع فقط ، بل اجازت تلك الاعمال وأدت إلىٰ انتشارها من خلال التسامح والتساهل الذي تبديه مع مرتكبيها ، والنهج الذي تتبعه تلك القوانين الجزائية الوضعية في مكافحة الفساد والاثم ، يشبه عمل الدكتور الذي يكتفي ببعض الجرعات المسكنة مقابل مرض خطر ومسري ، علىٰ الرغم من امتلاكه جميع الوسائل والامكانيات لمكافحة المرض. وفي مثل هذه الحالة الا يقال ان هدف الدكتور هو ليس علاج الحالة المرضية بل الهاء المريض المسكين وتخديره ! لكن الاسلام ( وخلافاً لعالمنا المعاصر )
يسعىٰ بجدية لمكافحة جذرية للفساد والمعصية في المجتمع ، وهدف الاسلام من ذلك هو قلع الفساد والمعصية من الجذور ، علىٰ قدر المستطاع ، ولهذا نراه شديداً في وضعه للقوانين
الجزائية وقوانين العقوبات وفي تنفيذها. ولان الاسلام يريد مكافحة السرقة بشكل
حقيقي ويضمن امن المجتمع من هذه الناحية ، لذلك يأمر بقطع يد السارق (١) ________________أمّا الاسلام
(١) طبعاً من الأخذ بالشروط التي وضعها الاسلام.