الثانية ، خذوا من الدول الاسلامية رُخص لتأسيس مدارس مجانية في البلدان الاسلامية ، لان المسلمين وبانشغالهم باللهو وارضاء الشهوات ، سيقل اهتمامهم بالعلم ، لكنكم من خلال تأسيس المدارس وادارتها بواسطة معلمين مسيحيين ، ستجعلون الشباب المسلم بخضع لكم ، وللروح التي يمتلكها المسلمون في الاعتراف بالجميل للمعلم ، سيعطوكم امتيازات كثيرة ويجدونكم افضل منهم وتفوقونهم ، وفي المرحلة الثالثة ، وسعوا من علاقاتكم التجارية بالمسلمين ، لتضعفوا تلك الروح الدينية التي لديهم من خلال كثرة الاتصال بهم ، وحاولوا ان تدخلوا الخمرة الىٰ مجتمعاتهم وتجعلونهم مدمنين علىٰ شربها ، وفي تلك الحالة سينفرط عقد امورهم بالتأكيد ، عند ذاك تستطيعون سوقهم كالاغنام ، وصيدهم كالأرانب ، ولأنهم فقدموا روح الكفار والجهاد نتيجة للغفلة واللهو والترف فمن السهل جداً السيطرة عليهم.
الحكام والقادة المسيحيون الذين كانوا يرهبون روح الشجاعة والبطولة التي عرف بها المسلمون ، فرحوا كثيراً للنصائح التي اسداها اليهم براق بن عمار القائد المسلم الخائن.
وفي اليوم التالي كتبوا وثيقة سلام
وذكروا فيها الاعمال الثلاثة التي اشار عليهم بها براق ( حرية الدين ، تأسيس مدارس ، علاقات تجارية ) ، وارسلوها الىٰ مالك بن عباد الحاكم العام علىٰ الاندلس. ولمَّا كان مالك بن
عباد يستعد لقتال الحكومات المسيحية الاوروبية ، فقد دعىٰ جميع الولاة للتشاور معهم في وثيقة الصلح التي اقترحها الاوروبيون وتلك الموارد الثلاث التي ضمّوها الىٰ الوثيقة ، فأيد جميع الولاة تلك الوثيقة طلباً للراحة وكرهاً للحرب