المسلمين من الاندلس لتعود مسيحية مشركة كما في السابق.
في اليوم الرابع من شهر جمادىٰ الثانية سنة ٤٨٦ هجرية ، وصل الىٰ الحصين بن جعفر والي المسلمين القوي وقائد جيش فالانس ( احدىٰ المحافظات الكبرىٰ في الاندلس الاسلامية ) خبراً مفاده ان الوزير عدي بن عبد العزيز المعروف بـ « ابن ذي النون » عقد معاهدة سرية مع النصارىٰ تنص علىٰ تسليمهم قلاع فالانس وحصونها ، وبعد سماعه الخبر ذهب الحصين الىٰ ابن ذي النون لكي يتحقق عمّا سمعه ، وعندما دخل عليه وجد دلائلاً تشير الىٰ صدق الخبر ، منها انه رآه عندما دخل يسرّ كلاماً الىٰ احد القساوسة. اما ابن ذو النون فقد اعترف بصراحة بعد ان رأىٰ افتضاح امره ، وقال : أيّها الحصين : رأيت ان حكام المسلمين اصبحوا ظلمة لا يهتمون بشكاوىٰ الناس ، كما ان النصارىٰ مستعدون للهجوم علينا بجيش قوامه خمسة وسبعون الف مقاتل ، والمسلمون لا يستطيعون مقاومة هذا العدد ، فأشتاط الحصين غيضاً ، وقال : تريد ان تطيح بشرف آبائنا ومجدهم وتكون اسوة في الجبن والخيانة ، لكن اعلم ان حكام النصارىٰ سيعاقبونك علىٰ الخيانة ولن يشكروك علىٰ الخدمة.
لكن غضب الحصين وسخطه لم يكن لينفع ، لان
ابن ذا النون الخائن كان قد سلّم القلعة للنصارىٰ الذين دخلت جيوشهم المدينة فقاموا بنهبها والاعتداء
على الفتيات والنساء المسلمات امام آبائهم وازواجهم ، فيما فر الرجال