اما مالك بن عباد ، الحاكم العام علىٰ الاندلس ، فبعد ان شاهد فقدان اصحابه اضطر الىٰ الهرب ، وبقي الىٰ آخر العمر ذليلاً.
أما القائد العام المسيحي ، ايلدفونس فقد دخل الىٰ القصر الملكي في قرطبة وقام بتقسيم خمسين فتاة جميلة من بنات الحكام المسلمين بين قادة جيشه ، وكذلك فعل بقصور الحكام المسلمين ، كما قام بتدمير المسجد الجامع في المدينة وجعل مكانه مخصصاً للفحشاء والفسق والفجور ، وامر باحراق المكتبة الاسلامية في قرطبة التي كانت تحتوي علىٰ اكثر من ثمانين الف كتاب ، وقتل اربعة آلاف من اهالي المدينة ، كما ان براق بن عمار القائد المسلم الخائن ، قتل بأمر من دوق فينيسيا احد القادة المسيحيين.
كانت هذه نهاية قوم شيّدوا في يوم من
الأيام صرحاً من المجد والعظمة ، وكانت ايدي العالم كله تستجدي منهم العلم والمعرفة والصناعة والفنون ، وكانت جامعاتهم ومدارسهم تخرّج العلماء الكبار والنوابغ علىٰ مدىٰ
مئات السنين ، لكنهم وبعد أن لجوّا في بحر التيه والترف شيئاً فشيئاً ، وفقدوا روح الايمان ، والشجاعة والبذل اللتان هما من خصوصيات المسلمين مقابل تشريفات زائقة ، الىٰ الحدّ الذي سدّت جامعاتهم ومدارسهم ابوابها الواحدة
تلو الاخرىٰ ، وشاعت بينهم روح طلب الراحة والكسل ، فأغتنم الاعداء من النصارىٰ تلك الحالة ونصبوا شراكهم وحيلهم وخططوا بالتعاون مع ضعاف النفوس من المسلمين انفسهم ـ كما مر سابقاً ـ فأستطاعوا ان يطيحوا بصرح