فقط ، هم الذين سجلوا حضروهم علىٰ جميع الميادين والجبهات : الايديولوجية والثقافية والاسلامية وفي مجال الهداية وفي مجال جمع وصياغة المصادر الاسلامية في التشريع وفي مجال مقارعة الظلمة والمستعمرين ، وفي حروب الاستقلال التي خاضتها اغلب البلدان الاسلامية ، وفي النهاية من اجل تطبيق النظام التوحيدي والحكومة الاسلامية في المجتمع ، ولم يكن حضورهم في هذه الميادين والجبهات عادياً بل كانوا القادة والطليعة في التحرك.
ولقد استطاع العلماء الرساليون حفظ ونشر المعتقدات الاسلامية علىٰ مدىٰ كل هذه القرون ونقل هذا التراث الفكري والعقائدي من نسل الىٰ آخر ، بحيث لا يشك اي انسان منصف بأن العلماء الرساليين هم الذين كانوا السبب في بقاء الاسلام وعلومه وثقافته بعد زمن الائمة المعصومين عليهمالسلام وحتىٰ يومنا الحاضر ، فكانوا من جهة يحرسون الثقافة الاسلامية ويحافظون عليها ، ومن جهة اخرىٰ يردون علىٰ الافتراءات والاباطيل التي ينشرها الآخرون ضد الاسلام والتشيع ، فكتبوا في ذلك مئات الكتب واقاموا عشرات المحاججات والمناظرات ( واكثرها موجود لحد الآن ) ، وقد نُشر بعضها علىٰ يد بعض الكتاب المعاصرين فتلقفها الناس وتصوروا انها حديثة ومن ابداعات هؤلاء الناشرين !
والعجيب ان بعضهم كان يتساءل عما يفعله العلماء وما قدموه للاسلام ؟! لانهم غير مطلعين علىٰ ان ما وصل اليهم هو ببركة اقلام وجهود العلماء وليس غيرهم.