معينة ، لابدّ وان
يصطبغ بلونها فلا يمكنه ان يتجاوز آداب الناس واخلاقياتهم. يقول الدكتور الكسيس كارل في هذا الصدد
: ( قوة وضعف الظواهر النفسية في كل شخص
تحدده بيئته النفسية ، فاذا كانت البيئة فقيرة ، لا ينمو بها ذكاؤه وحسن اخلاقه ، وإذا كانت البيئة سيئة ، فستكون تصرفاته كذلك. فنحن في بيئتنا الاجتماعية نمثل الخلايا
في داخل جسم الانسان ، فلا تستطيع تلك الخلايا تجاوز الظروف المحيطة ، فأعضاء الانسان تستطيع حفظه امام الهجمات المادية اكثر مما يحافظ عليه الشعور امام المحيط النفسي ، لأن عناصر الهجوم المادي تواجه الجلد كجدار محافظ للجسد وتواجه ايضاً افرازات الغدد المترشحة داخلياً وخارجياً ، في حين ان الحدود الشعورية علىٰ العكس ، مفتوحة علىٰ الدوام ، والروح الانسانية معرضة باستمرار لهجوم انواع العوامل الفكرية والروحية والاجتماعية التي تأتي من البيئة ، فتتكون شخصية علىٰ اساس طبيعتها ، اما صحيحة وسليمة أو مريضة وغير مستوية ) (١). ويقول ايضاً في بحث آخر : ( بلا أدنىٰ شك يتأثر الفرد
بالاشخاص الذين يعيش معهم فإذا كان معاشراً المجرمين والجهلة منذ الصغر ، فإنه سيكون ايضاً في المستقبل مجرماً أو جاهلاً ). وعلىٰ اساس حساباتنا الطبيعية
والعلمية ، فرجل مثل رسول الاسلام ________________
(١) المصدر نفسه.