أليس من السفاهة القول ان السرقة والنهب
والاعتداء علىٰ حقوق الآخرين ، تعتبر خيانة بالنسبة لعصر مضىٰ عليه الف واربعمائة سنة ، وانه
بالنسبة لعصرنا الحاضر عصر الذرة ، لايعد خيانة ؟! فهل يمكن القول ان هذا القانون قديم وغير قابل للتطبيق لانه مضىٰ عليه أربعة عشر قرناً ؟! واعتبر رسول الاسلام صلىاللهعليهوآله الاعتداء علىٰ
نواميس الغير ذنباً ، وحذّر الناس من عمل هذا الذنب ، فهل يمكن القول ان هذا القانون اصبح قديماً بمرور الايام ، وان عالمنا لا يعترف بحدود اسمها الاسرة ! وان الاعتداء علىٰ
نواميس الغير ليست خيانة ؟! لقد اعتبر الاسلام السكوت امام الظلم
ذنب ، وقال : عادوا الظالمين ودافعوا عن المظلومين ، ويصرح القرآن الكريم في هذا الصدد : ( إِنَّ اللَّهَ لَا
يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )
(١). ( وَاللَّهُ لَا
يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )
(٢). ويقول أيضاً : ( لَّا يُحِبُّ اللَّهُ
الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ) (٣). وفي مكان آخر يقول القرآن : ________________أيُّها السادة المحترمون !
(١) سورة البقرة : ١٩٠.
(٢) سورة آل عمران : ٥٧.
(٣) سورة النساء : ١٤٨.