الذي عينه الرسول صلىاللهعليهوآله لخلافته وزعامة المسلمين
بأمر من الباري عزّ وجلّ ( أي الامام علي عليهالسلام
) لم يعطىٰ زمام الامور. لقد قامت أيدي المنافقين منصب زعامة
المسلمين الىٰ اعدائه الداخليين ، الذين شكلوا بدورهم عصابة خطرة ، وهؤلاء اغتصبوا مقام خلافة الرسول صلىاللهعليهوآله
واحداً بعد الآخر وجعلوها ملكاً يدار بأيديهم يرثونه ، حتىٰ وصل الأمر إلىٰ بني اُمية وبني العباس. ان الاعمال التي قام بها هؤلاء ( بني
اُمية وبني العباس ) جعلت من عهديهما من اسوء مراحل التاريخ الاسلامي ، فقد تحولت الخلافة الىٰ سلطان ، واستبدلت الروحانية والزهد ، بمجالس اللهو والطرب والخمر. واستبدل قراء القرآن والمؤذنون ، بالجواري الجميلات والمغنون ، واصبحت مجالس اللهو و القمار وموائد الخمرة تقام في قصور خلفاء الرسول صلىاللهعليهوآله
الغاصبين ! وقد وصل الامر الىٰ حدّ ، نهي فيه الوليد من الافراط في شرب الخمرة من قبل ندماءه والمقرّبين منه ، لانه يخالف نصّ القرآن وليس لخليفة المسلمين ان يتصرف بهذا الشكل. فقال الوليد : اريد ان اعرف عاقبة امري
، عليَّ بالقرآن استفئل به ، ففتح القرآن وبدت له الآية ( وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) (١)
، فاشتاط غضباً برؤيتها ، ثم فتح القرآن ثانية فكانت الآية الشريفة ( وَخَابَ
كُلُّ جَبَّارٍ )
(٢) فلم يستطع أن يتمالك نفسه من شدة الغضب ، فأخذ قوساً ونبالاً وصار يرمي بها ________________
(١) سورة الشعراء : ٢٢٧.
(٢) سورة ابراهيم : ١٥.