فتح الجزيرة العربية
واخضع الجميع للاسلام ، لكنه وفي احدىٰ اسفاره ارادوا ان يذبحوا شاة للأكل ، فتعهد كل واحد بعمل ، فقال احدهم : انا أذبحها ، وقال الآخر : انا اسلخها وقال الثالث : أنا اطبخها ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله وانا اجمع الحطب للطبخ. واضح ان العمل الذي تكفّل الرسول صلىاللهعليهوآله به اشقّ من أعمال
الآخرين ، لأنه كان يحتاج الىٰ كمية كبيرة من حطب الصحراء ! لكي تطبخ شاة ، لذلك قال المسلمون : يا رسول الله ، نحن نجمع الحطب ولا تؤذي نفسك انت. لم يقل المسلمون ذلك مجاملة منهم للرسول
صلىاللهعليهوآله
لأنهم بذلوا كل ما يملكون من اجله ، هؤلاء الناس لا يتحدثوان زيفاً وتملّقاً وانما لم يحبوا ان يتعب الرسول صلىاللهعليهوآله
نفسه. لكن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لهم : اعلم
انكم لا تحبون ان اتعب ، لكني لا اُريد ان افضل علىٰ اصحابي ، والله لا يحب الذين يميزون انفسهم عن الآخرين. وهكذا عندما بنىٰ المسلمون مسجد
المدينة ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يحمل معهم الحجارة والتراب ، وعندما حفروا الخندق (١) اختص الرسول صلىاللهعليهوآله لنفسه حصة من العمل كسائر المسلمين ، بل انه كان يعمل اكثر من الآخرين. ________________
(١) هو الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة لصد الاعداء في معركة الاحزاب.