أبي جعفر ، قال : كنت عند أبي جعفر جالساً إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام قلت : جعلني الله فداك ، هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟ قال : لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي أنزلت فيه آيات من كتاب الله عز وجل : «وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ، أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ، إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا» (الآية).
وعن الخطيب الخوارزمي في جواب مكاتبة معاوية إلى عمرو بن العاص قال عمرو بن العاص : لقد علمت يا معاوية ما أنزل في كتابه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالى : « يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ، إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ، أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ » ، وقد قال الله تعالى : « رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ » ، وقد قال الله تعالى لرسوله : « قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ».
وعنه بإسناده إلى أبي صالح عن ابن عباس قال : أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمن بالنبي صلىاللهعليهوآله فقالوا : يا رسول الله إن منازلنا بعيدة ، وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس ، وإن قومنا لما رأونا قد آمنا بالله ورسوله وقد صدقناه رفضونا ، وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا ، وقد شق ذلك علينا فقال لهم النبي صلىاللهعليهوآله : «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ».
ثم إن النبي صلىاللهعليهوآله خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع ، وبصر بسائل ، فقال له النبي : ص هل أعطاك أحد شيئا؟ قال : نعم خاتم من ذهب ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : من أعطاكه؟ فقال : ذلك القائم ـ وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب ـ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : على أي حال أعطاك؟ قال : أعطاني وهو راكع ، فكبر النبي صلىاللهعليهوآله ثم قرأ : « وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ » فأنشأ حسان بن ثابت يقول :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي |
|
وكل بطيء في الهدى ومسارع |
أيذهب مدحي والمحبين ضائعا |
|
وما المدح في ذات الإله بضائع؟ |
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا |
|
فدتك نفوس القوم يا خير راكع |
بخاتمك الميمون يا خير سيد |
|
ويا خير شار ثم يا خير بائع |
فأنزل فيك الله خير ولاية |
|
وبينها في محكمات الشرائع |