قال : وأما قوله : « فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ » و « خَفَّتْ مَوازِينُهُ » فإنما يعني : الحسنات توزن الحسنات والسسيئات ـ فالحسنات ثقل الميزان والسيئات خفة الميزان.
أقول : وتأييده ما تقدم ظاهر فإنه يأخذ المقياس هو الحسنة وهي لا محالة واحدة يمكن أن يقاس بها غيرها ، وليست إلا حق العمل.
وفي المعاني ، بإسناده عن المنقري عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ـ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً » قال : هم الأنبياء والأوصياء.
أقول : ورواه في الكافي ، عن أحمد بن محمد عن إبراهيم الهمداني رفعه إليه عليهالسلام ، ومعنى الحديث ظاهر بما قدمناه فإن المقياس هو حق العمل والاعتقاد ، وهو الذي عندهم عليهالسلام.
وفي الكافي ، بإسناده عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين عليهالسلام فيما كان يعظ به قال : ثم رجع القول من الله في الكتاب ـ على أهل المعاصي والذنوب ، فقال عز وجل : « وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ ـ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ » فإن قلتم أيها الناس إن الله عز وجل ـ إنما عنى بها أهل الشرك فكيف ذلك؟ وهو يقول : « وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ـ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ـ وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها ـ وَكَفى بِنا حاسِبِينَ » فاعلموا عباد الله ـ أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ـ ولا تنشر لهم الدواوين ـ وإنما يحشرون إلى جهنم زمرا ، وإنما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإسلام ، الخبر.
أقول : يشير عليهالسلام إلى قوله تعالى : « فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً » الآية.
وفي تفسير القمي ، في قوله : « وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ » الآية قال عليهالسلام : المجازاة بالأعمال إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا.
أقول : وهو تفسير بالنتيجة.
وفيه ، في قوله تعالى : « بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ » قال عليهالسلام : بالأئمة يجحدون.
أقول : وهو من قبيل ذكر بعض المصاديق ، وفي المعاني المتقدمة روايات أخر.