في أقطار عالمنا المشهود فآثار الجمال والجلال في هذا العالم هي التي تربطنا بأسماء جماله وجلاله من حياة وعلم وقدرة وعزة وعظمة وكبرياء ، ثم الأسماء تنسبنا إلى الذات المتعالية التي تعتمد عليها قاطبة أجزاء العالم في استقلالها.
وهذه الآثار التي عندنا من ناحية أسمائه تعالى مختلفة في أنفسها سعة وضيقا ، وهما بإزاء ما في مفاهيمها من العموم والخصوص فموهبة العلم التي عندنا تنشعب منها شعب السمع والبصر والخيال والتعقل مثلا ، ثم هي والقدرة والحياة وغيرها تندرج تحت الرزق والإعطاء والإنعام والجود ، ثم هي والعفو والمغفرة ونحوها تندرج تحت الرحمة العامة.
ومن هنا يظهر أن ما بين نفس الأسماء سعة وضيقا ، وعموما وخصوصا على الترتيب الذي بين آثارها الموجودة في عالمنا فمنها خاصة ، ومنها عامة ، وخصوصها وعمومها بخصوص حقائقها الكاشفة عنها آثارها وعمومها ، وتكشف عن كيفية النسب التي بين حقائقها النسب التي بين مفاهيمها فالعلم اسم خاص بالنسبة إلى الحي وعام بالنسبة إلى السميع البصير الشهيد اللطيف الخبير والرازق خاص بالنسبة إلى الرحمن ، وعام بالنسبة إلى الشافي الناصر الهادي ، وعلى هذا القياس.
فللأسماء الحسنى عرض عريض تنتهي من تحت إلى اسم أو أسماء خاصة لا يدخل تحتها اسم آخر ثم تأخذ في السعة والعموم ففوق كل اسم ما هو أوسع منه وأعم حتى تنتهي إلى اسم الله الأكبر الذي يسع وحده جميع حقائق الأسماء وتدخل تحته شتات الحقائق برمتها ، وهو الذي نسميه غالبا بالاسم الأعظم.
ومن المعلوم أنه كلما كان الاسم أعم كانت آثاره في العالم أوسع ، والبركات النازلة منه أكبر وأتم لما أن الآثار للأسماء كما عرفت فما في الاسم من حال العموم والخصوص يحاذيه بعينه أثره ، فالاسم الأعظم ينتهي إليه كل أثر ، ويخضع له كل أمر.
٥ ـ ما معنى الاسم الأعظم؟ شاع بين الناس أنه اسم لفظي من أسماء الله سبحانه إذا دعي به استجيب ، ولا يشذ من أثره شيء غير أنهم لما لم يجدوا هذه الخاصة في شيء من الأسماء الحسنى المعروفة ولا في لفظ الجلالة اعتقدوا أنه مؤلف من حروف مجهولة تأليفا مجهولا لنا لو عثرنا عليه أخضعنا لإرادتنا كل شيء.