« وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ » يعني الأئمة.
أقول : الظاهر أن المراد به أئمة الجماعات ، وسيجيء له معنى آخر.
وفيه : عن الحسين بن مهران عنه عليهالسلام في قول الله : « خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ » قال : يعني الأئمة.
أقول : وهو كالحديث السابق فإن تقديم الإمام زينة الصلاة ومن المستحب شرعا تقديم خيار القوم ووجوههم للإمامة ويمكن أن يكون المراد بالأئمة أئمة الدين على ما سيجيء من رواية العلاء بن سيابة في آخر البحث.
وفي الدر المنثور ، أخرج العقيلي وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن أنس عن النبي صلىاللهعليهوآله في قول الله : « خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ » قال : صلوا في نعالكم.
أقول : وروي هذا المعنى بعدة طرق أخرى عن علي وأبي هريرة وابن مسعود وشداد بن الأوس وغيرهم عنه صلىاللهعليهوآله.
وفيه : أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : وجهني علي بن أبي طالب إلى ابن الكواء وأصحابه ـ وعلي قميص رقيق وحلة فقالوا لي : أنت ابن عباس وتلبس مثل هذه الثياب؟ فقلت : أول ما أخاصمكم به قال الله : « قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ » ـ و « خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ » ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يلبس في العيدين بردي حبرة.
وفي الكافي ، بإسناده عن يحيى بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : بعث أمير المؤمنين عليهالسلام عبد الله بن عباس ـ إلى ابن الكواء وأصحابه وعليه قميص رقيق وحلة ـ فلما نظروا إليه قالوا : يا ابن عباس أنت خيرنا في أنفسنا ـ وأنت تلبس هذا اللباس؟ فقال : وهذا أول ما أخاصمكم فيه ـ « قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ ـ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ » ـ وقال الله عز وجل : « خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ».
وفي الكافي ، بإسناده عن فضالة بن أيوب في قول الله عز وجل : « خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ » قال : في العيد والجمعة.
أقول : ورواه في التهذيب ، عن فضالة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام وروى ما في معناه العياشي في تفسيره ، عنه ، وفي المجمع ، عن أبي جعفر عليهالسلام.