كذب على الله أدخله الله النار.
أقول : وقوله عليهالسلام : ومن زعم أن الخير والشر بغير مشية منه إلخ ، ناظر إلى قول المفوضة باستقلال العبد في أفعال الخير والشر كما أن قوله في الرواية السابقة : ومن زعم أن الخير والشر إليه إلخ ، « ناظر إلى قول المجبرة : أن الخير والشر والطاعة والمعصية إنما تستند إلى إرادة الله من غير أن يكون لإرادة العبد ومشيته دخل في صدور الفعل وإن أمكن بوجه إرجاع الضمير إلى العبد ليكون إشارة إلى قول المفوضة.
وفي التهذيب ، بإسناده عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : « وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ » قال : هذه القبلة.
أقول : وهو من قبيل الجري والانطباق كما تبين من البيان السابق ، وروى مثله العياشي في تفسيره ، عن أبي بصير عن أحدهما عليهماالسلام.
وفي التهذيب ، بإسناده عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وفي تفسير العياشي ، عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام في قوله : « وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ » قال : مساجد محدثة ـ فأمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام.
أقول : الظاهر أن مراده عليهالسلام أن معنى إقامة الوجوه في الآية التوجه إلى الله باستقبال القبلة عند كل مسجد يصلى فيه ثم القبلة تعينت بمثل قوله : « فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ » : البقرة : ١٤٤ ، وهي الكعبة إذ قد تقدم في الكلام على آيات القبلة أن الكعبة إنما جعلت قبلة في المدينة بعد الهجرة ، والآية التي نحن فيها وهي من سورة الأعراف مكية ولعل أصل الجعل في هذه السورة ثم تفصيل التشريع أو التفسير في سورة البقرة المدنية إن ساعد سياق آيات القبلة على ذلك كما أن الأحكام الآخر المفصلة من الواجبات والحرمات تشتمل السور المكية على إجمالها وتشرع تفاصيلها أو تفسر وتبين في السور المدنية.
فقوله عليهالسلام : مساجد محدثة إلخ ، معناه أن المراد بكل مسجد في الآية المساجد يحدثها المسلمون في أكناف الأرض ، والمراد بإقامة الوجوه تولية الوجوه التي في آية الكعبة وهي استقبال الشطر من المسجد الحرام.
وفي تفسير العياشي ، عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله :