ونقول : إن ذلك لا يصح ، ولعله وضع بدوافع عنصرية ، للحط من شأن سلمان رحمهالله. وذلك لما يلي :
١ ـ ان ابن قتيبة قال : أنا أنكر هذا الحديث. ثم استدل على ذلك بقوله : « وقد قدمنا من كلامه مايضارع فصحاء العرب » (١). ثم ذكر : أن « خشبان » في اللغة صحيح جيد ، وأنه جمع لجمع خشب ، كجمل ، وجملان وسلق وسلقان (٢).
وقال الزمخشري ، وابن الاثير : « قد أنكر هذا الحديث ، لاُن كلامه يضارع كلام الفصحاء والخشبان في جمع الخشب صحيح ، ومروي. ونظيره : سلق ، وسلقان ، وحمل وحملان ، وقال :
كأنهم بجنوب القاع خشبان
ولا مزيد على ما يتعاون على ثبوته القياس ، والرواية .. » (٣).
٢ ـ قد تقدم في رواية الامام مالك ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمان : أن النبي الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قد انتصر لسلمان ، وبلال ، وصهيب ، ورد على قيس بن مطاطية ؛ فكان مما قاله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« .. إن الرب واحد ، والاب واحد ، وليست العربية بأحدكم ، من أب ، ولا اُم. وإنما هي اللسان ؛ فمن تكلم بالعربية ؛ فهو عربي » (٤).
____________
والنهاية في اللغة ج ٢ ص ٣٢ وطبقات المحدثين بأصبهان ج ١ ص ٢٢٤ وفي هامشه عن : غريب الحديث لابن قتيبة ج ٢ ص ٢٦٨.
(١) راجع غريب الحديث ج ٢ ص ٢٦٢ ، على ما ورد في هامش طبقات المحدثين بأصبهان ج ١ ص ٢٢٤.
(٢) راجع هامش طبقات المحدثين ج ١ ص ٢٢٤ عن غريب الحديث لابن قتيبة ج ٢ ص ٢٦٨ وتهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ٢١١.
(٣) الفائق ج ١ ص ٣٧٢ وراجع : النهاية لابن الاثير ج ٢ ص ٣٢.
(٤) تهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ٢٠٠ وحياة الصحابة ج ٢ ص ٢٥٣ ، عن كنز العمال ج ٧ ص ٤٦ ، المنار ج ١١ ص ٢٥٨ ـ ٢٥٩ واقتضاء الصراط المستقيم ص ١٦٩ عن السلفي.