هناك الكثير من الروايات التي تؤكد ، على علم سلمان وفضله ، ومقامه الشامخ في الايمان ، والاسلام والمعرفة .. وعلى زهده ، وتقواه ، وعلى كريم خصاله ، وحميد فعاله ..
وهناك أيضاً أحداث ، وقضايا ، ومواقف كثيرة تثبت ذلك ، وتؤكده ، كما وتثبت بُعد نظره رحمهالله ، وثاقب فكره ، ونفاذ بصيرته ..
ولا نريد هنا : أن نستقصي ذلك كلّه بالدراسة والتحليل ، فانه أمر متعسر ، بل متعذر علينا فعلاً ، وإنما نريد ذكر نموذج من ذلك ، تذكرة لانفسنا ، ووفاء منا لحقيقة وللتاريخ ، ونترك سائر ذلك إلى جهد الباحثين ، وعناء الدارسين .. فنقول :
قال سلمان لزيد بن صوحان : كيف أنت يازيد إذا اقتتل القرآن والسلطان؟!
قال : أكون مع القرآن.
قال : نعم الزيد أنت إذن (١) ..
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ١٦.